الدرس الثاني- مناقشة قصة مؤسس ستاربكس
قصة نجاح هوارد شولتز مالك ستاربكس
ولد هوارد
شولتز في ( 19 يوليو 1953) في مدينة بروكلين التابعة لولاية نيويورك الأمريكية،
وهو حاليا يبلغ من العمر 62 عام حيث يعمل كرجل أعمال ويُعرف على أنه الرئيس
والمدير التنفيذي لشركة ستاربكس وهي شركة متخصصة في مجال صناعة القهوة الجاهزه
بطرق متنوعة وتمتلك العديد من الفروع في مختلف الدول، كذلك كان مالك لفريق سياتل
سوبر سونكس "فريق لكرة السلة". وقد تم تصنيف هوارد شولتز في المرتبة 354
في قائمة أغنى الأشخاص في الولايات المتحدة المعدة وفقا لتقرير مجلة فوربس
العالمية عام 2012.
نشأته وتعليمه:
ولد لعائلة يهودية فقيرة ولكنهم
تمكنو من تعليمه حتى حصل على الشهادة الثانوية من مدرسة Canarsie في عام 1971، تمكن
بعد ذلك من الحصول على منحة دراسية من جامعة نورث ميتشجن وحصل على درجة
البكالوريوس في الاتصالات عام 1975.
حياته
المهنية:
بعد
تخرجه عمل كبائع في شركة زيروكس وهي شركة عالمية متخصصة في مجال صناعة الطابعات
وماكينات التصوير. في عام 1979 ترك العمل في زيروكس وانتقل للعمل كمدير للمبيعات
في شركة سويدية تدعى هامر بلاست وكانت متخصصة في إنتاج مقطرات القهوة وهي عبارة عن
فلاتر بلاستيكية يتم تركيبها على ترامس القهوة بغرض عزل الحبوب عن المشروب
وبالتالي يكون نقي وذو جودة عالية.
زيارة
ستاربكس:
كانت
هناك شركة صغيرة في مدينة سياتل تسمى ستاربكس تشتري كميات كبيرة من فلاتر القهوة
من شركة هامر بلاست التي يعمل بها هوارد شولتز، ولاحظ هوارد أن هناك شيء غير طبيعي
يحدث، فكيف يمكن لشركة صغيرة وناشئة أن تطلب كل هذه الكميات من فلاتر القهوة، لذا
قرر أن يسافر إلى سياتل ليزور شركة ستاربكس ويتعرف على الأنشطة التي تقوم بها،
وبعدما سافر وجد أن الشركة كانت عبارة عن محل يقوم ببيع حبوب القهوة والشاي
والبهارات بالإضافة إلى ماكينات إعداد وتحميص القهوة وكان اسمهاStarbucks Coffee Tea
And Spices اكتشف هوارد أيضا أثناء
زيارته أن ملاك شركة ستاربكس يحرصون على رضا عملائهم بشكل كبير جدا كما كانو
يحرصون على جودة منتجاتهم.
العمل
لدى ستاربكس:
بعدما
أكمل هوارد شولتز جولته في ستاربكس وقابل ملاك الشركة وتناول معهم القهوة أدرك أنه
يريد العمل لدى هذه الشركة، لكنه وجد صعوبة في إقناع الملاك بذلك واضطر إلى
الانتظار لمدة عام كامل. فبعدما افتتحت الشركة فرعها السادس والأول لها خارج حدود
مدينة سياتل قرر الملاك أن يسمحو لهوارد شولتز بأن يعمل لديهم في وظيفة مدير
التسويق وهذا العرض كان مغري لهوارد فوافق عليه وترك مدينته التي عاش فيها لمدة 29
سنة وانتقل إلى العيش في مدينة سياتل.
السفر
إلى ميلانو:
سافر
هوارد شولتز إلى إيطاليا عام 1983 ليحضر معرض المنتجات المنزلية ولشراء بعض
المستلزمات التي تحتاجها فروع ستاربكس، وأثناء تواجده في إيطاليا لفت انتباهه كثرة
انتشار محلات القهوة في مختلف شوارع إيطاليا كما لفت انتباهه كثرة ازدحام تلك
المحلات وبالطبع قرر زيارة بعض من تلك المحلات والتي تذوق فيها طعم القهوة
الاسبريسو وقهوة اللاتيه لأول مره في حياته، وحينها أدرك أنه يجب على ستاربكس أن
تغير من طبيعة عملها، فبدلا من بيع حبوب القهوة إلى العملاء ليطحنوها ويشربوها
بالطريقة التقليدية، يجب أن تقوم بنفسها بصناعة مشروب القهوة بطرق مختلفة وتقدمه
للعملاء في محلات مخصصة ليقضو بذلك أوقاتهم خارج المنزل وليحصلو على نكهات مختلفة
من القهوة.
استقالة
هوارد شولتز من ستاربكس:
بعدما
عاد من إيطاليا عرض على ملاك ستاربكس فكرة تغيير طبيعة عمل الشركة، فبدلا من أن
تبيع حبوب القهوة المحمصة يمكن أن تبيع مشروب القهوة الجاهز وذلك سيؤدي إلى
استقطاب المزيد من العملاء، ولكن رفض ملاك الشركة فكرته ولكن بعد إلحاح قرر الملاك
وضع ماكينة قهوة اسبريسو في الفرع السادس، والجدير بالذكر أن هذا الفرع بعد وضع
هذه الماكينة كان يستقطب مايزيد عن 800 عميل فيما كان عملاء باقي الفروع لا تزيد
عن 250 عميل، وعلى الرغم من ذلك قرر الملاك أن لايعملو في مجال بيع القهوة الجاهزة
واكتفو بالعمل في بيع حبوب القهوة والشاي والبهارات، وهذا بالطبع لم يرضي هوارد
لذا قرر الاستقالة من ستاربكس وكان ذلك في نهاية عام 1985 وقرر تنفيذ فكرته بنفسه.
شركة
الجيورنالي:
قرر
هوارد شولتز أن ينفذ فكرته التي يقتنع بها بشكل كبير ولكنه احتاج إلى مبلغ 400 ألف
دولار كرأس مال للمشروع، وبالطبع لم يكن يملك هذا المبلغ لذا اضطر إلى العودة إلى
ملاك ستار بكس ليطلب منهم التمويل وقررو أن يمولوه بجزء من المبلغ المطلوب كذلك
استطاع أن يحصل على مبلغ 100 ألف دولار من طبيب كان معجب جدا بطريقة تفكيره،
وبعدما حصل على التمويل قرر إنشاء مقهى كبير على أسطح إحدى ناطحات السحاب الشهيرة
في سياتل آنذاك وأطلق عليه اسم ( الجورنالي) والجدير بالذكر أنه حقق نجاحات ممتازة
وتمكن من افتتاح 3 فروع لشركته.
شراء
ستاربكس:
في عام
1987 قرر ملاك ستار بكس عرض شركتهم للبيع لرغبتهم في العمل في مجال اخر وكانو
يعرضون شركتهم للبيع بجميع فروعها بالإضافة إلى المصنع الخاص بالتحميص بمبلغ 3.8
مليون دولار ولما علم هوارد شولتز بهذا الخبر قرر أن يشتري الشركة على الرغم من
عدم امتلاكه للمبلغ المطلوب فسعى وبذل الكثير لإقناع المستثمرين بالمشاركة معه إلى
أن تمكن من الحصول على المبلغ المطلوب وبالفعل تقدم إلى الملاك واشترى شركة
ستاربكس، وبعد الشراء كان يفكر في أن يغير
اسم الشركة ويستخدم اسم جورنالي بدلا منه ولكنه اكتشف أن زبائنه يجدون صعوبة في
نطق وكتابة الاسم ووجد أن اسم ستاربكس أفضل وأسهل لذا قرر استخدام اسم ستاربكس
والتخلي عن جورنالي.
نجاح
تلو نجاح:
في عام 1990 وبعد مرور 3 أعوام على شراء ستاربكس
زاد عدد الفروع ليصل إلى 55 فرع وفي عام 1992 قرر هوارد طرح أسهم شركته في البورصه
وهذا ما مكنه من جني الكثير من المال واستخدمه بالطبع ليطور من مشروعه واستمر في
افتتاح الفرع تلو الآخر حتى وصل عدد الفروع في عام 2004 إلى 7569 فرع في 31 دولة.
لم يخرج هوارد فكرة التوسع من رأسه بل استمر في استغلال أرباحه لافتتاح الفروع
الجديدة حتى وصلت في عام 2012 إلى 20366 فرع، وحاليا تملك ستاربكس فروعا في 64
دولة منها 10 دول عربية.
لماذا
نجح هوارد شولتز:
عمل
هوارد في مجال التسويق والمبيعات لفترة طويلة قبل أن يؤسس عمله الخاص وهذا ماساعده
على فهم حاجات العملاء لذلك كان يصر على بيع مشروبات القهوة الجاهزة بدلا من بيع
حبوب القهوة، كذلك كانت لديه قدرة على الإقناع واستغلال الفرص، فلو لاحظنا أن أراد
في البداية مبلغ 400 ألف دولار ليؤسس مشروعه الخاص ونجح بالفعل في إقناع الممولين
وحصل على المبلغ كذلك عندما أراد شراء ستاربكس من ملاكها تمكن من إقناع بعض
المستثمرين وحصل على المبلغ المطلوب. هذا وكان هوارد يملك خبرة جيدة في مجال
العقارات وهذا ما مكنه من اختيار أماكن مناسبة لمشاريعه.
حقائق
حول هوارد شولتز وستاربكس:
·
يقوم هوارد شولتز بإغلاق أي فرع
لا يحقق الأرباح على عكس الكثير من الشركات العالمية التي تبقي على بعض فروعها رغم
تحقيقها الخسائر.
·
تهتم ستاربكس كثيرا بموظفيها
وتسعى لحمايتهم وتوفير الراحه لهم مما أدى إلى كسب الشركة لولاء الموظفين وبالطبع
يعد ولاء العاملين من أهم عوامل نجاح أي شركة.
·
تهتم ستاربكس كثيرا بعملائها
فهي تقدم لهم منتجات عالية الجودة مع أساليب راقية في التعامل مما أدى إلى كسب
ستاربكس لرضا عملائها وتحقيق شريحة كبيرة من المستهلكين المخلصين.
Comments
Post a Comment